وجوه جديدة، وأماكن عديدة، وخبرات لا تنتهي بهذه العبارة يمكننا اختصار عمل المرشد السياحي حين ينخرط في مهنة ممتعة لا تعرف الخمول والكسل، ولا الروتين والملل.
وظهر الإرشاد السياحي كمهنة متطورة للمرة الأولى مع ظهور أول رحلة سياحية جماعية في إنجلترا بقيادة أول مرشد سياحي معاصر صيف 1946م، بعد تلك الرحلة شهد العالم تضاعفاً سريعاً ومستمراً في الرحلات الجماعية حول العالم، ولاسيما العقود الأخيرة؛ نظراً لتوافر الطيران المدني الذي أسهم في توفير الوقت، إضافة إلى ظهور شبكة الإنترنت وثورة المعلومات التي ساعدت في الحصول على المعلومات عن أي مكان يريد السياح السفر إليه، فأصبح المرشد السياحي أهم مكونات الرحلة الجماعية؛ الأمر الذي أدى إلى ظهور المرشد السياحي المعاصر ذي الثقافة العالية، والتعليم الشامل المتكامل من خلال اهتمام معظم الدول بتأهيل وتدريب المرشد السياحي فنياً وأكاديمياً بشكل يجعل المرشدين قادرين على توفير ما يذهب السياح لأجله.
وقد اهتمت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بتطوير نشاط الإرشاد السياحي كأحد مقومات نجاح السياحة، من خلال تنظيم يتيح الفرصة للشباب السعودي للاستفادة من معلوماتهم وخبراتهم في المواقع السياحية، كما أولى المسؤولون في الهيئة، وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان كل اهتمام ودعم لنشاط الإرشاد السياحي، فقد حرص سمو الرئيس على أن يكون أول شخص يحصل على رخصة الإرشاد السياحي ليكون قدوة ومثلاً لكل من يرغب بالعمل في هذه المهنة، وتأكيداً على أنها مهنة شريفة لها إيجابياتها في تنمية الفرد. وقد تبنت الهيئة المرشد السياحي بشكل كامل من خلال التدريب؛ حيث تقوم بعقد دورات مجانية لكل من يرغب الحصول على رخصة الإرشاد، كذلك فقد قامت بوضع شرط يمنع أي منظم من تنظيم رحلات سياحية جماعية بدون مرافقة مرشد سياحي مرخص.
أحمد الجعيد