“إثراء” يجذب نحو 9 آلاف زائر لاكتشاف كنوز اللغة العربية في يومها العالمي
- عائلات تحط رحالها في “إثراء” لحضور فعاليات اليوم العالمي للغة العربية
- زوار إثراء يتنافسون على التحدّث بالفصحى وتجربة “ماراثون القراءة”
- شخصيات “المقامات” تدهش زوار إثراء في عروض تمثيلية بطابع تاريخي
الظهران –
امتطى زوّار مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) صهوة اللغة العربية، في فعاليات يومها العالمي، التي جذبت نحو 9 آلاف زائر ممن قدموا لاكتشاف كنوز العربية، والتعرف على فن المقامات؛ وتعزيز مواهب وقدرات الأطفال في القراءة، وصولًا إلى حضور ندوة “مقامات الحريري” التي قدّمها الروائي المصري محمد المنسي قنديل، وندوة أخرى بعنوان “مقامات بديع الزمان الهمذاني” قدّمها الأديب السعودي عدي الحربش.
وبدا لافتًا اهتمام غير الناطقين بالعربية بهذه الفعاليات التي أقيمت الأسبوع الماضي، حيث حضر كثير منهم في تعطش واضح للاستمتاع بعروض فن المقامات، والتعرف عليها.
سرد وحقائق
وكشف الروائي المصري محمد قنديل، الذي استعرض تاريخ مقامات الحريري، أن 11 مقامة للحريري تحضر في فرنسا وإنجلترا وألمانيا في الوقت الذي يخلو العالم العربي من تلك المقامات، مؤكدًا أنها ثروة وميزان لغوي وهي الوجه الآخر للشعر، واستعرض 50 مقامة من مقامات الحريري، والرسومات التي جسدّتها مع إيضاح تفصيلي لأبطال المقامات، وتخلل محاضرة قنديل توقيع كتابه “وقائع عربية” الذي يحوي 300 صفحة، لحكايات من قبل ظهور الإسلام ومن مختلف العصور.
تأصيل اللغة
بدوره، اقترح الأديب عدي الحربش أن تحوي مناهج اللغة العربية على نصوص للمعلقات والمقامات ونصوص من الشعر والنثر القديم، لما لها من تأثير على ترسيخ مكامن الجمال في اللغة العربية، “ومن هنا نستطيع كشف محاسن لغتنا”، واستعرض الحربش خلال ندوته حول “مقامات بديع الزمان الهمذاني” تاريخها وأنواعها، موضحًا “أن مقامات الهمذاني 400 مقامة لم تصلنا منها إلا 53 مقامة”، منوهًا في معرض حديثه أن “فنّ المقامات )للهمذاني والحريري( لم ينل حقه في الكشف عن أسراره، بما يناسب العصر الحديث”.
عائلات متلهفة
وجذبت مناشط إثراء اللغويّة الكثير من الأسر التي اصطحبت أبناءها، منهم الدكتور علي الزهراني، القادم من مدينة الأحساء لتعليم ابنته أريام ذات العشرة أعوام، كيفية الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية، إذ يحاول بذل قصارى جهده لإيصال الصورة إلى ابنته التي ولدت وعاشت في المملكة المتحدة خلال فترة ابتعاث والدها، وفور عودته وعائلته إلى السعودية كان دائم البحث عن أماكن تبث روح اللغة العربية بعراقتها؛ لتأصيلها بطريقة مشّوقة، فوجد ضالته في “اثراء”، فهو الأنسب – بحسب تعبيره- حيث تبتهج أريام بجماليات اللغة، وتتلهف للتعرف على آدابها وقراءة ما تزدانه جدران “إثراء” حول فن المقامات.
وهذا حال الزائرة ميمونة السعد، التي لطالما حاولت مرارًا تعليم أبناءها نطق الكلمات باللغة العربية الفصحى، وتصف هذه الفعاليات، بأنها “فرصة لا تعوض”. مضيفة: “اللغة العربية كنز خالد وأبحث عن لذتها لأبنائي لأنني معلمة لغة العربية، إلا أنني واجهت صعوبة لمخاطبة والدهم لهم باللغة الإنجليزية، ما تسبب بحدوث فجوة أحاول ردمها بتعليمهم وترسيخ اللغة وجماليتها”.
عروض حيّة
ومن وضع النقاط على الحروف، إلى تحديات النطق بالفصحى، تجمهر زوّار” إثراء”، حيث تحوّلت مشاهد من المسلسلات الخليجية ورسوم الكرتون من العامية إلى الفصحى، في فعالية تستهدف دفع الزوار لمتعة تذوق حلاوة الفصحى. وعلى مقربة من هذه الفعاليات، تعالت الأصوات في عرض حي جسّد شخصيات لمقامات الحريري وأخرى لمقامات بديع الزمان الهمذاني، ونقل واقعها في ذاك الزمان، وأظهار خفتها وظرافتها عبر شخصيات تمكّنت من إحياء أصالة فن المقامات.