سلطت الموسيقى في العصور القديمة الضوء على العلا باعتبارها ملتقى لطرق التجارة القديمة الممتدة من موانئ البحر الأبيض المتوسط عبر بلاد الشام، ومصر في شمال شرق أفريقيا، وعبر الجزيرة العربية إلى الهند وما وراءها.
تلك الألحان من أنامل الفنان العراقي نصير شمة (فنان اليونسكو للسلام)، الذي كان ضيفاً نهاية مارس الماضي على العلا، إذ عزف مقطوعات من «الموسيقى في العصور القديمة» بآلات قديمة تاريخية تُترجم ألحانا من المعزوفات الجديدة التي كتبها الفنان مستوحياً من تلك العصور القديمة.
العلا في تلك الأيام القديمة كانت تستقبل آلاف المسافرين من الممالك القديمة المحيطة بها، وكان يأخذ المسافرون قسطا من الراحة تحت ظلال واحاتها؛ يتبادلون السلع والمنتجات المختلفة وأثناء ذلك تنتقل العادات والطقوس والثقافات بينهم، ويستمتعون بالموسيقى والفنون وتبادل أطراف الحديث. ما حوّل مدينة العلا إلى متحف مفتوح من خلال تنوع الثقافات واللغات والفنون خلال العصور القديمة.
أما الأدلة التي تم اكتشافها من خلال النقوش على الأسطح الصخرية في جبل عكمة وما جاوره، فتؤكد أن الموسيقى كانت جزءا من الحياة في العلا على مدى آلاف السنين من الحضارات المتعاقبة، إذ يعود تاريخ النقوش الصخرية على شكل القيثارة إلى 2500 عام. ويؤكد علماء الآثار والمتخصصون في الفن الصخري أن هذه النقوش توضح أنها كانت جزءا مهما من الحياة والعادات والطقوس لسكان المنطقة وقتئذٍ.
كما قدم نصير شمة روحًا جديدة للعود كأهم آلة موسيقية وذلك بصناعة «عود الفارابي» الذي يحتوي على وتر ثامن للعزف، حيث استوحاه من مخطوطة تعود للقرن التاسع لعالم الموسيقى العربي الشهير الفارابي، كما أنه ابتكر طريقة جديدة للعزف على العود بيد واحدة. وقد أنشأ الفنان نصير «بيت العود» في العديد من العواصم العربية، بما في ذلك القاهرة وأبو ظبي وذلك لتنمية المواهب في المنطقة ودول مجلس التعاون الخليجي لتقديم جيل جديد من الموسيقيين.
المصدر : عكاظ