الرياضة والسياحة نحو العالمية

شهدت المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة تطوراً غير مسبوق في مجال الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص فقد تم اتخاذ إجراءات لتطوير البنية التحتية الرياضية وتحسين مستوى اللاعبين والمدربين من خلال تأسيس أكاديميات كرة القدم المتخصصة وبناء ملاعب حديثة ومجهزة بأحدث التقنيات، حيث سبقت المملكة العربية السعودية النماذج التقليدية للسياحة ووجدت في السياحة الرياضية فرصة لتنويع القطاع السياحي وزيادة الاستثمارات فحققت نجاحاً كبيراً في جذب السياح القادمين لممارسة الأنشطة الرياضية أو مشاهدة نجومهم المفضلين.

تحتل كرة القدم مكاناً واضحاً في المشهد الرياضي السعودي إذ أصبح الدوري السعودي محط أنظار العالم وتمت على أراضي المملكة استضافة بعض المباريات الدولية الكبرى التي شهدت وجود نجوم كرة القدم العالميين هذه المباريات التي من شأنها تعزيز الحماسة والشغف لدى المشجعين وتعتبر عنصر جذب كبيراً للسياح.

أيضًا، شهد الدوري السعودي لكرة القدم انتقالات كبيرة في صيف 2023، حيث تعاقدت الأندية مع نجوم عالميين وارتفعت قيمة الدوري بشكل كبير وفي المجال الرياضي العالمي حققت المملكة نتائج مميزة في المسابقات الرياضية المختلفة فقد حققت 47 ميدالية في دورة الألعاب العربية و25 ميدالية في دورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص كما شهدت الرياضة النسائية قفزة نوعية في المملكة، مثل إقامة دوري كرة قدم نسائي وتأسيس أول منتخب نسائي لكرة القدم.

لم تقتصر السياحة الرياضية في المملكة على كرة القدم فحسب فقد تمت تنمية قطاعات أخرى مثل: تنظيم سباقات الهجن التقليدية، والتي تشهد مشاركة أصحاب الهجن والفرسان من داخل وخارج المملكة كما تم تنظيم مسابقات رياضية مائية مثل: التزلج وركوب الأمواج على الشواطئ الرائعة التي تتمتع بها المملكة على البحر الأحمر والخليج العربي.

قدمت المملكة العديد من المرافق الرياضية المتطورة بما في ذلك الملاعب المجهزة بأحدث التقنيات والصالات الرياضية المتعددة الاستخدامات تلك التطورات التي من شأنها جذب العديد من الفرق والمنتخبات الرياضية العالمية لإقامة معسكرات التدريب والمباريات الودية في المملكة.

من بين الأنشطة والتطورات الأخيرة في مجال الرياضة في السعودية تنظيم البطولات الرياضية، حيث تم تنظيم العديد من البطولات الرياضية في مختلف الرياضات مثل كرة القدم والتنس وغيرهما وتشمل هذه البطولات جميع الأعمار والجنسيات، بما في ذلك البطولات الدولية التي تستضيفها المملكة.

وكذلك الاستثمار في الرياضة النسائية من خلال إنشاء برامج وأكاديميات رياضية خاصة بالنساء، وتوفير المساحات والمرافق الخاصة للنساء لممارسة الرياضة وقامت المملكة على تطوير البنية التحتية الرياضية والاستثمار ودعم الأندية الرياضية وتقديم الدعم المالي والتقني للأندية الرياضية في المملكة بهدف تعزيز قدراتها وتحسين مستوى الأداء الرياضي والتنافسية. إضافة إلى ذلك لعل أبرز ما تنتظره المملكة استضافة كأس آسيا 2027 والألعاب الشتوية في تروجينا 2029 كما تسعى السعودية أيضًا لزيادة المساهمة الاقتصادية للرياضة من 1 ٪ إلى 1.5 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي.

ولا ننسى كذلك كأس موسم الرياض الذي يشكل فعالية رياضية مهمة تشمل العديد من الألعاب والفعاليات الترفيهية جذبت الرياضيين والهواة والجماهير من جميع أنحاء العالم.

يمكن القول: إن التطورات الأخيرة في المملكة في مجال الرياضة وخصوصاً كرة القدم لعبت دورًا مهمًا في تعزيز السياحة وفتحت بابًا جديدًا للاستثمارات وتنمية الاقتصاد المحلي كل ذلك بتوجيهات سديدة من عرّاب رؤية 2030 سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تلك الرؤية الطموحة التي تهدف إلى تحويل المملكة العربية السعودية إلى وجهة سياحية عالمية متنوعة ومزدهرة.

• الرئيس التنفيذي لمشروع صناعة السياحة
  
  في المملكة لرؤية 2030