الإعلام السياحي صفة لازمة ومحورية لصناعة السياحة

خالد بن عبد الرحمن آل دغيم / رئيس جمعية الإعلام السياحي

السياحة في العصر الحديث ذات طابع دولي ومأمون المخاطر أدى إلى زيادة تنقل السياح المتواصل بين أنحاء العالم حيث أن السياحة باتت تعد قطاعاً هاماً وكبيراً بالنسبة لاقتصاديات الدول تحرص على التسهيل للزوار بغرض السياحة لزيادة اطلاعهم وثقافتهم والاستمتاع بأوقاتهم والتخلص من الضغوط الناجمة عن العمل والعلاقات الاقتصادية والاجتماعية.

ودخلت كثير من الدول في منافسات مع دول أخرى لإبراز مفاتنها من كافة الوجوه بغية جذب السائحين إليها الحاملين مبالغ مالية لصرفها داخل بلدانهم في صناعة مربحة ونظيفة مما يجعلها من أهم القطاعات الاقتصادية، ومفهوم السياحة مفهوم واسع ومرتبط بعدد من الأنشطة كالإيواء والطعام والنقل، ولذا نشاطها له جوانب اقتصادية مختلفة ومتقدمة بتقدم وسائل هذه الأنشطة.

وهناك رابطا بين العمل السياحي ودوافع الجذب السياحي وفق الدوافع والحاجات، ويقوم الإعلام السياحي بتقديم الدليل المادي لصناعة السياحة من خلال وظيفته الأساسية وهي التعريف بما يحتويه البلد من معالم سياحية سواء كانت طبيعية أم أثرية تاريخية أم فندقية، أو في أي مجال من مجالات الجذب السياحي، باستخدام كافة الوسائل الإعلامية أو الاتصالية المتطورة من أفلام وإعلانات وغيرها.

إن الإعلام السياحي صفة لازمة ومحورية للصناعة السياحية. ويرتبط الإعلام بتنمية السياحة من خلال وسائله المختلفة أو الترويج بوسائله المقروءة والمسموعة والمرئية والمعارض والأفلام والمطبوعات وغيرها، والإعلام السياحي هو أحد أشكال الإعلام المتخصص، ويعرف بأنه كافة أوجه الأنشطة الاتصالية التي يمارسها إعلاميون مختصون بهدف تزويد الجمهور بمجريات الأمور المتعلقة بالسياحة بطريقة موضوعية.

وأصبح الإعلام السياحي ضرورة ملحة لا يمكن الاستغناء عنه، لتعريف جماهير السياحة من شركات ووكالات وسائحين بالجهود التي تبذل في هذا الميدان الحيوي المهم وترغيبهم في الزيارات المتكررة المريحة، ولهذا يكمل الإعلام السياحي، العمل السياحي وبدونه لا يتحقق الرواج السياحي، كونه نشاطا ابتكاريا يحتاج إلى ذكاء ومرونة في التخطيط والتنفيذ وفي إجراء الدراسات المختلفة للتعرف على كافة الظروف الخاصة بالسائح والتي تؤثر على إدراكه وقراراته السياحية، ويحتاج إلى الاستمرارية والمثابرة والاجتهاد والقدرة على الصمود أمام المنافسين، وذلك لأنه من الأنشطة التي لا يمكن أن تظهر ثمارها بسرعة.

و تكمن مشاكل الإعلام السياحي في ضعف وسائل الإعلام التقنية الموائمة للتقنيات العالمية المرئية والمسموعة والمرئية، وعدم وجود برامج سياحية تعرض آثار ومناظر المناطق المراد تحقيق السياحة بها، وعدم الاهتمام بالإعلان والترويج السياحي أو وجود دليل سياحي يتواصل مع السياح ويعرفهم على مناطق الجذب السياحي في البلد، إضافة لعدم الاهتمام بالمعارض والمهرجانات والإعلانات التي لها دور كبير في تشجيع السياحة وتزيد انتشارها، والافتقار إلى خطط تدريبية مدروسة وموجهه لتنظيم الرحلات السياحية وترشيد الدليل السياحي لممارسة دوره بالطريقة الأفضل، وعدم معرفة الوقت المناسب لبث رسائل الإعلام السياحي، وعدم دراسة طبيعة الجمهور المستهدف قبل بدء الحملة الإعلانية.

ويعتبر الإعلان السياحي وظيفة من وظائف الإعلام لذا يلزم أن تكون الرسالة متجانسة مع عادات وتقاليد وتاريخ وقيم المجتمع الذي نخاطبه، وأن يعتمد على الحقائق والبيانات الصادقة المعبرة فعلاً عن الخدمات السياحية بدون مبالغة. وان يعبر الإعلان السياحي عن ما يتضمنه هذا المنتج من محفزات وعناصر جذب للسياح وتدفعهم إلى الزيارة وزيادة الإنفاق، وعليه يلزم مراعاة أن الإعلان في الغالب لا يركز على المنطقة الرمادية في الدماغ بقدر ما يعتمد على إثارة المشاعر وتهييج النفوس للزيارة والسياحة في هذه المنطقة أو المكان ويلزم أصحاب القرار والمستثمرون في صناعة السياحة معرفة أن الهوية السياحية للمنطقة هي أقوى سلاح تسويقي، وتعتبر هيا بمثابة الوشم الذي يميز حامله فمنذ ذكر أي بلد يقفز إلى ذهننا صور معينة له.

شارك المحتوى عبر: