مكتبة الملك عبدالعزيز العامة تقيم ورشة عن صناعة “السدو” بين الماضي والحاضر

نظمت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة أمس، ورشة عمل بعنوان “صناعة السدو بين الماضي والحاضر” قدمتها المتخصصة في فن السدو فاطمة المطيري.
وأقيمت الورشة ضمن إطار لقاءات صالون أفق الثقافي التابع للمكتبة في فرع الخدمات وقاعات الاطلاع بطريق خريص بالرياض، وشهدت حضورا مميزا من المهتمين بهذه الصناعة اليدوية الشعبية.

وأوضحت المطيري، أن السدو فن وليس حرفة فقط، وهي صناعة عريقة تمارسها النساء في المملكة منذ القدم، وتبدأ أولاً بجمع المادة الخام من صوف الأغنام الذي يجزّ، أما وبر الإبل يجمع ولا يجز، ويمر بمراحل عديدة، تبدأ كذلك بتنظيف المواد الخام من الشوائب التي تعلق بها، وتمر على عملية النفش التي تجعلها أكثر نظافة، وبعدها تأتي عملية الغزل عبر خيوط دقيقة، ويعتمد ذلك على مهارة الأيدي التي تغزل، مشيرةً إلى أنها اعتمادها على مجموعة من الأدوات هي: (التغزالة) التي يلف عليها الصوف، و(المغزل) وهو أداة خشبية، تتوسطه سنارة من الحديد تصنع بها الخيوط الدقيقة، ثم تحتاج إلى عملية صباغة.

وأفادت أن صباغتها أحيانا تكون طبيعية من نباتات البيئة، والأعشاب، ثم تتم عملية برم خيوط الصوف، ويتم القران بين خيطين مغزولين اثنين، وتتم عملية (البرم) بنفس الأداة التي تمت بها عملية الغزل لتعطي خيطاً أسمك وأقوى، ثم يتم غزل الخيوط ومزجها لتقديم قطع فنية جميلة؛ وكانت هذه القطع تلبي احتياجات أساسية في الماضي يحتاجونها في حياتهم المعيشية.

وأشارت المطيري إلى أن القطع الفنية يتخللها نقوش كثيرة، وأشكال فنية ، تختلف مسمياتها من مكان إلى مكان، فهناك نقوش بسيطة ونقوش مركبة، وتسمى (الضليعة) و(الحبة)، والنقوش المركبة منها نقوش: (الشجرة) وكانت النساء يرسمن فيها ما يشاهدنه في البيئة والطبيعة، و(ضروس الخيل) و( اللويجان) وتكون على شكل المعين والمثلث بشكل هندسي، وهذه من أبرز نقوش السدو، ثم دخلت نقوش ورموز ثمودية وجدت في نقوش الحجارة الموجودة في مختلف مناطق بالمملكة.

وقدمت بعض القطع الفنية من السدو، التي صنعت بخيوط من الألوان الطبيعية، كما قدمت بعض النماذج التي قامت بتصنيعها بنفسها، صنعت من الصوف الطبيعي تمثل مختلف أشكال فن (السدو).

وأبرزت المحاضرة رؤية جديدة للوحة السدو، بحيث يمكن كتابة القصائد والنصوص على اللوحة، وقدمت مجسماً صغيراً لبيت الشعر الصغير، وكذلك المساند، حيث كانت النساء تصنع أثاث البيوت بأنفسهن ولا يشترونها من الأسواق؛ كما قدمت نماذج للخُرج القديم، مصنوعة من السدو.

وقالت المطيري: “إن (السدو) يمكن الاستفادة منه اليوم في تكوين القطع الفنية، والحوافظ، والحقائب النسائية، واللوحات البسيطة الصغيرة، ويمكن عمل بعض المنتجات الأخرى خاصة مع دخول مرحلة (السدو) إلى مرحلة النسيج والبرمجة الإلكترونية.

يذكر أن (السدو ) هو أحد أنواع النسيج المطرز التقليدي الذي ينتشر في تراث المملكة، وقد تم تسجيله في العام 2020 ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لدى اليونسكو .

 

المصدر : وكالة الانباء السعودية

شارك المحتوى عبر: