يقع مسجد الغمامة التاريخي أو “مسجد المصلى” جنوبي المسجد النبوي وسمي بالغمامة لسحابة حجبت أشعة الشمس عن النبي صلى الله عليه وسلم , وقد ارتبط المكان المبارك بالاستسقاء وبفرحة المسلمين بالعيد وصلاتهم الأخيرة، مؤتمين بالنبي صلى الله عليه وسلم.
بناؤه العتيق مستطيل الشكل مقسم إلى رواقين، وسقفت بست قباب في صفين متوازيين أكبرها قبة المحراب، وفي جدار الصالة الشرقيّة نافذتان مستطيلتان, تعلوان نافذتين صغيرتين فوقهما نافذة ثالثة مستديرة، ومثل ذلك في جدار الصالة الغربي, ويتوسط المحراب جدار الصالة الجنوبي، ويقع عن يمين المحراب منبر رخامي له تسع درجات تعلوه قبة مخروطية الشكل، وبابه من الخشب المزخرف، فيما تقع المئذنة في الناحية الشمالية الغربية، ويعلوها جسم أسطواني به باب للخروج إلى الشرفة، وتنتهي المئذنة بقبة منخفضة مشكلة بهيئة فصوص، يعلوها فانوس، ويتوجها هلال, وقد كسي المسجد من الخارج بالأحجار البازلتية السوداء، وطليت قبابه وجدرانه الداخلية وتجاويف القباب بالنورة “البياض” وظلّلت الأكتاف والعقود باللون الأسود، مما أعطى المسجد منظراً جميلاً بتناسق اللونين.
وقد بني المسجد خلال ولاية عمر بن عبد العزيز على المدينة المنورة، كما شهد عدة إصلاحات وأعمال بناء متتابعة على مدى العصور اللاحقة, ويحظى حالياً بالاهتمام والعناية والحفاظ على طرازه المعماري, أسوة بالأماكن التاريخية والمعالم الدينية.