“الصقارة” وتربية الصقور رمز وطني يتوارثه الأبناء من الآباء بالمملكة

تشكل هواية “الصقارة” وتربية الصقور والصيد بها رمزًا وطنيًا وتقليدًا تاريخيًا في المملكة، فهي هواية وهوية تحملها الثقافة العربية العريقة، حيث يكمن الشغف والمتعة لأبناء المملكة بصيدها وطرحها، بل إنهم سمّوا أبناءهم بأسمائها إعجاباً بها وبقوتها، مما يؤكد أن التعامل مع الصقور بخصوصية لم يكن جديدا على المجتمع السعودي .

ويعد مركز العرادي لإنتاج وحماية الصقور في قرية العظيم الواقعة جنوب شرق مدينة حائل ب 160 كلم أحد المراكز المهتمة بحفظ سلالات الصقور بالمنطقة، من خلال عملية الإنتاج والحصول على العديد من الأرقام على مستوى الشرق الأوسط، وذلك بعد الإسهام في المحافظة على الصقور النادرة والحفاظ عليها من الانقراض .

وبيّن مالك المركز بدر العرادي أن المزرعة -التي يمتد عمرها إلى أكثر من 27 عامًا- تعد من المزارع المميزة المهتمة بإنتاج الصقور من جميع الفصائل، حيث يتراوح إنتاج الصقر من ٣ إلى ٥ بيضات على حسب النوع من خلال التلقيح الطبيعي والصناعي، مشيراً إلى أنه يتم التعرف على البيض الملقح من خلال جهاز تحديد النبض أو عن طريق الكشاف، ويوضع البيض داخل جهاز ” الحضانة ” لمدة ٣٢ يوما وبعدها يفقس الفرخ ويحتاج 45 يوما حتى يبدأ بالطيران التدريجي .

وتحتوي المزرعة على صالة المقيض (القرنسة) التي تمتد لأكثر من سبعة أشهر، وهي المدة التي يقوم خلالها الصقر باستبدال ريشه القديم لينمو محله ريش جديد، وتشتمل الصالة على مواصفات معينة من حيث درجة الحرارة والتهوية والتجهيزات اللازمة، وكذلك برج ( للهك ) الخارجي، تعيش خلاله الصقور عيشتها الطبيعية، وتطير لمدة أكثر من شهر بكل حرية في الطبيعة .

كما تضم المزرعة أقساما تعتني بإنتاج الصقور من خلال الغرف المخصصة للإنتاج، وغرفة حضانة لرعاية فروخ الصقور، وبرج الإطلاق الخارجي، وشبك الإطلاق الداخلي، منوهاً بأهمية مزارع الإنتاج السعودية للمحافظة على نوادر الصقور، والاستفادة من السوق الضخم للصقور في المملكة، وإيجاد فرص عمل للسعوديين .

وتضم المزرعة العديد من أنواع الصقور، منها ” الجير ” و” الحر ” و “الشاهين و” الوكري “، وقد أنتج المركز حرّاً نادراً، تم بيعه بمبلغ 270 ألفا، ويعدّ أغلى حرّ من إنتاج مزرعة يباع بهذا السعر .

وكالة الانباء السعودية

 

شارك المحتوى عبر: